قراءات نفسيــــــــة

 

حصتي تحليل نفسي

   باسم الله الرحمان الرحيم

 

        بموافقة صاحبة التحليل النفسي وباسم مستعار أسوق حصتين من حصصها . الحصتين المباشرتين بعد عودتها من البقاع المقدسة.  الحصتان دارا على الأريكة بفاصل زمني  ثمانية أيام بين الحصة الأولى والثانية.

       الحصتان دارتا باللهجة التونسية...وهي في لغتها هي قريبة جدا من العربية الفصحى. ا ذ ن  لم أغير تقريبا أي شئ يذكر في كلا مها..وما ستقرؤونه هو كلامها بنسبة عالية جده.

 

 ا لحصة الأولى

 

           باسم الله ا الرحمان الرحيم.

..... تعرف قبل  الذهاب  للحج جمعت عائلتي وأصدقائي ومعارفي في أمسية عندي في منزلي...كانت عشية يوم الأحد..كنت فرحة مسرورة منشرحة..بلغة أخرى كانت روحي معي.  كنت عايشه نور كبير في داخلي.أنا أظن أن روحي قد سبقتني للبقاع المقدسة.

   يوم السفر..اغتسلت وصليت ركعتين...الجديد إلى حسيت به هو أني كل بقعة أكون فيها ..أو أمر بها  أنر نوري يتنقل معي..وفي نفس الوقت كان عندي إحساس غريب كل مكان  أمر به يضوي بالنور إلى يتبع في...ولكن وقت إلى أنمر البقعة هذيك تظلام اتولي كحلة...الحصيلو إنارتها نوري أملا زمني يتنقل معي يمشي معي..

  ثم وصلت للبقاع المقدسة..خشوعي كان تقريبا كاملا..ورغم أني كنت أحاول التركيز على ما أفعله فقط إلا أني كنت ألاحظ  سعي من معي من الحجاج ..ألمهم  أن سعي الفرد مرتبط بسره ..النور الموجود في البقاع المقدسة هو غذاء للروح ما تنساش إلى أحن في ضيافة الرحمان..وكرم الرحمان معطى للجميع دون تفاضل..لكن الفرق يكون منا أحنا.  كل واحد  يأخذ منه حسب استطاعته.

   وصلنا إلى مكة منتصف النهار من يوم الجمعة..صلينا الضهر والعصر والمغرب في النزل..لأننا يلزمنا ننزلوا للحرم بالطواف....هبطنا للحرم بعد صلاة المغرب..كانت روحي مطاوعتني..نفسي كانت راهبه خايفه. من البداية كان خشوعي تام..وأول حا جه حسيتها وما نعرفش إذا كانت الحاجة هذه  خاصة بي أنا وإلا  الكل عاشوها مثلي كنت نحس حظور  ما انشوفوش أما حاس بهاالحظور كان ملازمني كينو يقود في  يمشي معي ويبعد في الناس من طريقي..رغم الاكتضاض الذي لا يوصف اقسم بالله لم أتعثر ولو مره لم يدفعني أي كان..الحاجة الثانية..تعرف كل شوط في الطواف عند دعاء خاص..الأدعيه الكل موجود عندنا في الكتاب ولكن أنا الكتاب ما اقريتوش..ولكن نلقى روحي ندعي بييهم من غير لا قريتهم ولا لقنهملي حد ولا  عاو د تهم راء أحد...من بعد كي ثبتت في الكتاب استغربت..اظن والعلم لله أن الأدعية هذه موجودة فينا فطريا...وفي لحظات الصفاء متاعنا  يخرج كل شئ وقت الحاجة بالضبط...

  في الطواف الأنوار اتعم المكان. الأنوار هذه جزء منها أرواح الأنبياء والرسل.ما نعرفش بالضبط لكن إلى حسيتو أنا وقتها حظور روح سيدنا إبراهيم عليه السلام وإسماعيل وسيدنا عيسى وموسى والخضر عليهم السلام...انا رأيت هذا ربما ناس آخرين حسب استعدادهم الروحي أحسوا شئا اخر..لكن النور إلى حول الكعبة فيه من أرواح الأنبياء ...أرواح الأنبياء كانت تذكر كذلك وإذا صدقني ربي  الكلها كانت أذكار توحيد...ورحمة...أذكار سيدنا إبراهيم إذا صدقني ربي الكلها يومها مستمدة من سورة الاخلاص..وذكر سيدنا إسماعيل عليه السلام من سورة الرحمان.. والسور هذه هي مصدر استقرار الذات وهي تناغم وتوازن بين الروح والنفس والعقل.

   مكة المكرمة الهواء الذي كان فيها  كان ملوثا في ذلك الوقت ثمةجرثومه جابوها الحجيج متاع آسيا معاهم...كنت انحسها أشياء دخيلة على هاك المكان الطاهر.  هاك التلوث هو المحرك للقلق والمرض إلى كان قي أجسام الحجيج..ولالهم كالماء في بطونهم وصدورهم.  تعرف انتفاخ بعض الحجيج يذكر بانتفاخ جثث الموتى بعد خروج الروح..الميت  يتنفخ.  كينهم القاوا فرصة باش يمرضو والمرض هنا باش يتطهروا..وغسلان ذنوب ..هو تطهير الاجسامهم وأرواحهم....الحاج في المرض نفسوا قاعده اتقاوم لأن نفسوا ما زالت ترفض التسليم ..

    انحس روحي وقتها نقرأ في الأشياء الخاصة بي والي حولي..تقريبا هذه المعرفة الفطرية الصحيحة وقت إلى النفس تسلم  والروح هي الي تقود حياة الإنسان وقت الي الفرد عقلو وبدنو ونفسو يتناغموا...مع الروح تولي المعرفة معطى ...وتقريبا من هنا تتقهم أمية النبي (صلع) ...المعرفة هنا أتولى كل حاجه عندها معنى...بعض الحجيج محجوبين على هذه المعرفة لأن نفوسهم وغرايزهم لم تسلم .ما زالت متعلقة بالدنيا.متاعبهم آتية من الطاقة السلبية فيهم الي تقاوم في النور ..وقتها هم عايشين صراع كبير في أنفسهم.

  في المدينة المنورة من أول ما قربت إلى مسجد الرسول(صلع) عرضتني روحو العطرة وأرواح الصحابة. الذكر إلى جاني وقتها من غير ما نقراه في حتى كتاب هو "قل هو الله أحد" كانت هذه ديمه على لساني..ثم اللهم صلي وسلم على سيدنا ومولانا...من بعد كي حبيت نفهم نلقاه شئ معقول جدا لكي تبقى الأمور واضحه بدون التباس أن "لا اله إلا الله وحده لا شريك له " وأن سيدنا ومولانا هو عبد الله ورسوله وهو الذي أوصل لنا "لا اله إلا الله" كلمة التوحيد.  هو المبلغ الأمين عليه أزكى الصلاة وأفضل التسليم...

  في جبل عرفات رهبة من نوع اخر..أنا عشتها كرهبة بداية الخلق..ادم و حواء  .وصلنا بالليل إلى المخيم. أول ماخرجت من المخيم هبت علي مهجة بداية الخلق..الخلق الأول على الفطرة ..ثم من بعد اتجي قصة الشيطان الي ماش نرجموه فيما بعد..الحج هو معنى وليس فقط مجموعة طقوس لا معنى لها. طواف القدوم السبعة أشواط إلي نقوموا بيها هو إحساس يذكرنا بالسبعه   مقامات متاع  النفس إذن الطواف هو بداية تطهير النفس..الأنسان يرتقي تدريجيا ..وبعد الطواف يأتي السعي..هو كذلك سبعة أشواط..وهنا أول ما يجي البالي "إن سعيكم لشتى" تأكيدا لما قلته سابقا ..هنا يبدأ صفاء النفس لكي ترتوي من النور الالهي المتكرم به على أمته من الحجيج..لذلك السعي بيتن الصفى والمروى.. ثم كما قلت عرفات للتذكير بالعهد ..ثم يأتي القذف..مواعيد القذف فيها حكمة كبيرة .الفجر والضهر والعصر هذا يمثل يوم الإنسان . إذا فاتت الفرد هذه المواقيت ولم يستغل حظه في بقائه موصولا بخالقه يكون حله كحال يأجوج ومأجوج حيث لا ستر لهم إلا الشمس ولا يفقهون قولا وهم المفسدون في الأرض.. والسعيد هو من لم يضيع فرصته في البداية..ولمن لم يسعفه الحظ تبقى فرصة التدارك..أما الذي فاتته التوبة والاستغفار في يومه..يعد من أصحاب ياجوج ومأجوج الذي لم يبقى لهم من الستر إلا الشمس التي تشرق وتغيب عليهم أي زمهرير نار  جهنم..والعياض بالله...   

انتهت الحصة الأولى.

 

        

  بعد أسبوع جرت الحصة الثانية .

  الحصة الثانية

    الإنسان في ها التجربة الفريدة من نوعها   يعيش قصة الخلق كاملة وكل الانحرافات والابتلاءات.. التي صادفت طريقه إذن نحن نعيشوا قلقنا..قلقنا الوجداني..قلقنا من الحياة الي أصبحت كأنها ما عندهاش معنى . وهو مش اصحيح أن الحيا ة ما عندهاش معنى أم احنا أصبحنا  عميان لا نبصر ..

المادة أفسدت كل شئ وعوضت كل شئ..المتعة الروحية طمست...وصولنا ألي مكة عرانا على حقيقتنا أننا فقراء.. مساكين ..محرومين..من الزاد الحقيقي . العهد الي قطعناه مع المولى وقت الي ما زلنا في ظلمات تكويننا..يولي شعور بالقطع مع الظلومات لان الحج هو فرصة التدارك وتجديد العهد..كل واحد منا يحب يقطع لكنو خايف من القطع...الخوف من القطع  نعيشوه قلق ومرض..وهو في الواقع تعذيب ذاتي للنفس..

  الأيامات  الأولى لرجوعي ..قعدت عايشة بهاك الطاقة الي رجعت بيها.  كنت فرحانه قعدت الخميس والجمعة ...يوم الجمعة وقعت أول انتكاسه خفيفة بالنسبة لي. الانتكاسة هذه اسببها كانت أمي .أمي نفسها تاعبه . كي جات ما ريتش على وجهها فرحه ..دخلت.أول ماخزرت في عينيها حسيت أني تخلخلت من داخل.. وما نعرفش اعلاش قمت وتبعتها ميكانيكيا . عملت دوره كامله في الدار. ابدات ببيت النوم امتاعي ومن بعد دخلت بيت النوم متاع الصغار.ومن بعد دخلت إلى قاعة الجلوس  وختمت الجوله متاعها بالمطبخ...هكاكه تدخل وتخرج ومن بعد جات وقعدت .ثم جاء السبت..... والأحد..يوم الأحد تقلبت الصوره تمتما..

من وقت وجودي في مكة عارفه روحي ماش انروح ماش نرجع الداري  ..لكن يوم خروجي من مكة للمدينة كان يوم صعب .وقعلي كالاختناق عيني تدمع الدموع ما حبوش يكفو..ماش نتحرم من الهواء العطر ..عيني ماش تتحرم من الحرم ومن ها البقعة المقدسة في كل لحظة نقول ها المنظر ما عادش.. ماش نشوفو... ها النور هذا ماش نتحرم منو..رغم فرحة الرجوع إلى أطفالي وداري ..لكن شئ..

   لما وصلت إلى منزلي تعدات الأ يام  الأولى بسلام ولكن ابدات ايحاءات سلبية من المحيط وخاصة من أمي و زوجي و عائلته ..الظلمة ابدات أتعوض تدريجيا النور.. ابدات بالنظرات ثم بالكلام..و..  ...الاستفزاز اللاشعوري متواصل..قاعده نلاحظ في كذ بهم في نفاقهم  على أنفسهم..هذه الكل كانت توصلي كموجات سلبيه. ثم جاءت ليلة الاثنين عندما طلبني زوجي..ما نجمتش انقول لا..ولكن شئ أقوى مني ما نيش قابله..لذا سلمت جسدي..ولكن نحس في هاك اللحظات أن روحي إلى كانت منور تني ..هجرتني..

  زوجي القى جسد مهجور..فملأه ظلمة علاقتنا ليلتها لم تكن فيها لا مودة و لا رحمة..قمت مباشرة تطهرت وصليت صلاة الصبح..بالمصادفة يومها رجعت باشرت العمل..وقتها حسيت بدني ابدى ينهار تدريجيا. أول ما ابدى صدري..غمة..ثم فشله في كامل جسدي ..وسعال لكن الانهيار وقع لما وصلت إلى العمل وسلمت على الزملاء ... بكلهم سلبيات بكلهم ظلام..ولى بدني وقتها يأخذ منهم ..بلغة أخرى الظلام الي سكن بدني  من ليلة البارح تجاوب مع الظلام متاعهم...مع المعاني السلبية متاعهم... تعرف من وقت الموقف الي حكيتلك عليه مع أمي..كيني أللاشعوريا دخلت في سعي عكسي للي قمت به في البقاع المقدسة.  مجيء أمي وطوافها بي في المنزل من غرفة إلى غرفة من بيت إلى بيت ..ثم سعي زوجي وعايلتو من حولي كل واحد يستفزني من جهة .. ثم الزملاء والنميمة والغيبه الي يمارسو فيها عن طريق المزاح أعان الشيطان على شحذ أسلحته ...وعوض أن أقذفه كما فعلت في مكة قذفني هو...انشاء الله حصص التحليل يعاونوني على الرجوع للصفا الي كنت عايشتو... لأن في الواقع الظلمات والأنوار الي نعيشوها بمناسبة الحج ليست بغريبة عنا..لقد تحدثت في حصص سابقة..عن الظلمات الثلاث  التي عايشتها وأنا في بطن أمي.. الظلمه الأولى ظلمة الحم ..رحم ألام عندما تهجره صلة الرحم..والظلمة الثانية ظلمة الولادة..والظلمة الثالثة.ظلمة المعاني المغلوطة التي ننشأ عليها... فتصبح الظلمة مرتبطة بكل شئ في الحياة....

إنتهت الحصة الثانية